لقد انتهيت للتو من قراءة كتاب "32" لسحر مندور التي كالعادة سحرتني بولعها برأس بيروت والحياة اللطيفة ولو المحدودة فيها وأحببت أن أشاطر هذا المقطع من الكتاب:
وبينما أسعى لوضع السماعتين في أذني، أنتبه إلى أعصابي تتراقص على حافة الانتفجار. لماذا، لماذا هذه المرة؟! أستقصي السبب وأكتشفه. سائق سيارة الأجرة يعاني من عادة تبدو أنها خارج قدرته على السيطرة: يطلق زموره كل 10 ثوانٍ، "بيب" واحدة، سريعة، رتيبة، تثقب فراغ الشارع. كما أنها تبقى على ثباتها في ظل تواجد المارة فيه، حتى ولو كان اتجاه سيرهم يأتي في غير اتجاه سيره، أو كانت معالم الرياضة الصباحية بادية عليهم، أو كانوا يترجلون للتو من سيارة خاصة، أو من سيارة أجرى أخرى، أو على دراجة نارية، أو يتفرجون على واجهة عرض تجارية، أو يهمون بالجلوس في مقهى، أو يفرحون للقاء بعضهم صدفة في الشارع، أو يسيرون بشكل عادي جداً، لا يهم، يطلق زموره، باستسلام تام لعادة يتعايش معها، بسكينة، وبغض النظر عن العالم الخارجي.
أنصح بهذا الكتاب كما أنصح بآخر جميل للكاتبة وهو "حب بيروتي"، فسحر تتكلم لغة المدينة وتعرف مشاكلها اليومية، التي تتعامل معها بالكثير من الفكاهة لأنها تدرك بأن العالم قد يكون كبيراً جداً لكن رأس بيروت تبقى الملاذ الأول والأخير، وكل من عاش فيها يعلم بالضبط ما يعني ذلك.
1 comment:
Sounds really interesting:)
I've lived in Ras Beirut all my life, and so did my parents.
I'll check it out.
Thanks for sharing.
Post a Comment