من وقت ما سمعت عن البوارج يللي عم تقصف اللاذقية وأنا عم بفكر بهالمقطع من كتاب قريتو من فترة. الكتاب اسمه (نداء ما كان بعيداً) للكاتب الليبي ابراهيم الكوني عن أحمد القرمانلي، يللي حكم طرابلس في القرن الثامن عشر وذكرني كتير بالحكام اللي عم نتفرج عليها هلق. وهيدا هو المقطع، وهو لحظة يقظ بعد ما وصلها حداً منهن:
"وبرغم أن النجاة في زمن الطاعون تعد استثناءً فريداً وهدية ربانية، لم يطمع أحد في نيلها. القرمانلي أيضاُ لم يفرح بالنجاة لأنه، ككل أهل المدينة، اعتبر الهدية حقاً مكتسباً برغم من أنه فقد في هذه المعركة عدداً من رجال دولته. ليس هذا فحسب، ولكنه فقد أعداداً هائلة من الجند، بل والآلاف من الأهالي الذين لم يعودوا بعد اليوم مجرد أهالٍ، ولكنه اكتشف لأول مرة أنهم روح المدينة وركيزة الإيالة كلها. وقد أحزنه ذلك إلى حد أيقن فيه أن البلاء لم يكتف بتجريده من الجيش، ولكنه جرده من الرعية التي رآها دائماً مجرد زحام دهماء، مجرد سواد أعظم، ولم يكتشف إلا بعد حلول النكبة أن هؤلاء كانوا هم الدولة، هم الإيالة، هم العرش، هم صاحب العرش الذي يدعي امتلاك العرش ناسياً أن لا وجود لعرش من دون وجود رعية تسند بسواعدها كيان العرش."
يللي بيقتل شعبه، ببطل حاكمه. الموضوع سهل.